فقد أربى ذلك على سير السواني وكلا فإن كرمه يراوده عن أشرف الخصال ويأبى له إلا محاسن الأفعال .
فصل عاد فلان وقد علته بشاشة النجاح ودبت في نشوة الارتياح تلوح مسرة اليسر على جبينه وتصيح بانقضاء العسر أسرة يمينه .
فصل وأما إعجاب ذلك الفاضل بالفصول التي عرضتها عليه لم يكن على ما أحسبه إلا لخلة واحدة وهي أنه وجد فنا في غير أهله فاستغربه وفرعا في غير أصله فاستبدعه .
وقد يستعذب الشريب من منبع الزعاق ويستطاب الصهيل من مخرج النهاق .
ولكنك فيما أقدمت عليه من بسط اللسان بحضرته وإرخاء العنان فيه بمشهده كنت كمن صالت بوقاحته الحجر وحاسن بقباحته القمر .
ولا كلام فيما مضى ولا عتب فيما اتفق .
فصل وجرى توقيع له قبيح بمن تسمو همته إلى قصد من تغلو عنده قيمته أن تكون على غيره عرجته أو إلى سوى بيته زيارته وحجته .
ومن مشهور ما ينسب إليه من الشعر قال .
( قال للذي بصروف الدهر عيرنا ... هل حارب الدهر إلا من له خطر ) .
( أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ... ويستقر بأقصى قعره الدرر ) .
( فإن تكن نشبت أيدي الزمان بنا ... ونالنا من تمادي بؤسه الضرر ) .
( ففي السماء نجوم ما لها عدد ... وليس يكسف إلا الشمس والقمر ) - من البسيط - .
كأنه ألم فيها بقول ابن الرومي .
( دهر علا قدر الوضيع به ... وترى الشريف يحطه شرفه )