5 - أبو القاسم العلوي الأطروش .
من نازلي إستراباذ وأفاضل العلوية وأعيان أهل الأدب كتب إلى القاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز رقعة تشتمل على النظم والنثر نسختها .
الشيخ أدام الله عزه قد أعلقني من مودته ما لا أزال أحرص عليه وأفادني حظا كثرت المنافسة مني فيه إذ هو الأوحد الذي لا يجاري إلى غاية طول وكرم طبع .
وإن من اعتلق منه سببا واستفاد منه ودا فقد احرز الغنيمة الباردة وفاز بالخير والسعادة ورجوت أن تكون الحال بيننا زائدة إذ محله عندي المحل الذي لا يتقدمه فيه أحد وشغل قلبي بانقباضه عني مع الثقة الوكيدة بأني مغمور المحل عنده موفور الحظ من رأيه وعنايته لا أعدمني الله النعمة ببقائه ودوام سلامته وأنهضني بالحق في شكره وما هو إلا قصر النفس على تطلب محمدته والسعي بها إلى مرضاته .
وقد كتبت في هذه الرقعة أبياتا مع قلة بضاعتي في الشعر وكثرة معرفتي بأن من أهدي إليه الشعر الجيد المطمع الممتنع المصبوب في قالبه فكمن حمل التمر إلى هجر والقضب إلى اليمن وهي هذه .
( يا وافر العلم والإنعام والمنن ... ووافر العرض غير الشحم والسمن ) .
( لقد تذكرت شعر الموصلي لما ... سمعت من لفظك العاري عن الدرن ) .
( يا سرحة الماء قد سدت موارده ... أما إليك طريق يا أبا الحسن ) .
( إني رأيتك أعلى الناس منزلة ... في العلم والشعر والآراء والفطن )