( فقلت أحلم أم خواطر صبوة ... تصوره أم أنشر الله يوسفا ) .
( وفيم تجلى البدر والشمس لم تغب ... أحاول منها أن تحول وتكسفا ) .
( أما خشيت عيناك عينا تصيبها ... وغصنك ذا إذ مال أن يتقصفا ) .
( ولم يحذر الواشين من لحظاته ... تقلب سيفا بين جفنيه مرهفا ) .
( فقال اشتياقا جئتكم وصبابة ... إليكم وإكراما لكم وتشوقا ) .
( وليس الفتى من كان ينصف حاضرا ... أخاه ولكن من إذا غاب أنصفا ) .
( ومر فلم أعلم لفرط تحيري ... أطير سرورا أم أموت تأسفا ) .
( فيازورة لم تشف قلبا متيما ... ولكنها زادت غرامي فأضعفا ) .
( فلما تمثلنا الهدية خلته ... تمثل فيها بهجة وتظرفا ) .
( ولما مددنا نحوهن أناملا ... براها الضنى في حبه فتحيفا ) .
( إلى باقلاء خيف أن لا تقله ... يداي لما بي من هواه فنصفا ) .
( حملنا بأطراف البنان ولم نكد ... بنانا زهاها الحسن أن تتطرفا ) .
( وسودا تروت بالدهان وبدلت ... بتوريدها لونا من النار أكلفا ) .
( كأفواه زنج تبصر الجلد أسودا ... وتبصر إن فرت لجينا مؤلفا ) .
( كخلق حبيب خاف إكثار حاسد ... فأظهر صرما وهو يعتقد الوفا ) .
( ومنتزع من وكر أم شفيقة ... يعز عليها أن يصاد فيعسفا ) .
( يغذى غذاء الطفل طال سقامه ... فحن عليه والداه ورفرفا ) .
( فلما بدت أطراف ريش كأنه ... مبادي نبات غب قطر تشرفا ) .
( تكلفه من يرتجي عظم نفعه ... فكان به أحفى وأحنى وأرأفا )