( ومن شرف الإقدام أنك فيهم ... على القتل مرموق كأنك شاكد ) .
( وأن دما أجريته بك فاخر ... وأن فؤادا رعته لك حامد ) .
( وكل يرى طرق الشجاعة والندى ... ولكن طبع النفس للنفس قائد ) .
( نهبت من الأعمار ما لو حويته ... لهنئت الدنيا بأنك خالد ) .
( فأنت حسام الملك والله ضارب ... وأنت لواء الدين والله عاقد ) .
( أحبك يا شمس الزمان وبدره ... وإن لامني فيك السهى والفراقد ) .
( وذاك لأن الفضل عندك باهر ... وليس لأن العيش عندك بارد ) .
وكقول السري بن أحمد الموصلي - من الوافر - .
( أعزمتك الشهاب أم النهار ... أراحتك السحاب أم البحار ) .
( خلقت منية ومنى فأضحت ... تمور بك البسيطة أو تمار ) .
( تحلي الدين أو تحمي حماه ... فأنت عليه سور أو سوار ) .
( سيوفك من شكاة الثغر برء ... ولكن للعدى فيها بوار ) .
( وكفاك الغمام الجون يسري ... وفي أحشائه ماء ونار ) .
( يمين من سجيتها المنايا ... ويسري من عطيتها اليسار ) .
( حضرنا والملوك له قيام ... تغض نواظرا فيها انكسار ) .
( وزرنا منه ليث الغاب طلقا ... ولم نر قبله ليثا يزار ) .
( فكان لجوهر المجد انتظام ... وكان لجوهر المدح انتثار )