( لي فؤاد لو أنه لي غريم ... كان عذري لديه أني عديم ) .
( وأنا مبتلى بقلبي الذي أقعد ... فيما يسومني وأقوم ) .
( ليس يدري لجهله وهو يقضي ... أن كلي بما جناه زعيم ) .
( غصبتني عليه خود وقالت ... أنا من قد عرفت واسمي ظلوم ) .
( هو ثأر نالته يمناي فاطلبه ... بحرب يشيب فيها الفطيم ) .
( وانثنت بي إلى مجال فسيح ... تدمن الركض فيه زنج وروم ) .
( فأقمنا صدور فرسان حرب ... خلف رجالة لها لا تريم ) .
( فالتقى العسكران في حومة النقع أسود على أسود تحوم ... ) .
( كل فيل نجت من الصلم أذناه ... وأودى ناباه والخرطوم ) .
( وطمر إذا علته العوالي ... غاب فيها وعاد وهو سليم ) .
( فاختلطنا وجال في الحرب فرزاني ... وقال الكمي من لا يخيم ) .
( ثم نادى شاهي برخيه كرا ... ليس بعد الوقوف إلا الهجوم ) .
( فأحاطا بشاهنا في مضيق ... ضاق ذرعا بمثله المكظوم ) .
( ثم أزعجته بفيلي فولى ... مستكينا كما يولي اللئيم ) .
( وكشفت العراء عن وجه رخي ... فعراه الحمام وهو مليم ) .
( فتخفت من الحياء وغطت ... ورد خد كأنه ملطوم ) .
( ثم قالت خذ الفؤاد سليما ... إن حبس المرهون عار ولوم ) .
( ولشتان بين خيلي في الغي ... وخيل صراطها مستقيم ) .
( قارع الدهر فوقها عضد الدولة ... حتى انتهى إلى ما يروم )