( وكادت تناجينا الديار صبابة ... وتبكي كما نبكي عليها المنازل ) .
( فمن واقف في جفنة الدمع واقف ... ومن سائل في خده الدمع سائل ) .
( تأس بيأس أو تعز بسلوة ... فمالك في أطلال عزة طائل ) .
( ألم تر أيام الربيع تبسمت ... أجارع من أنوارها وخمائل ) .
( كأن غصون النرجس الغض بينها ... نشاوى كرى أعناقهن موائل ) .
( كأن شقيق الأبرين كواعب ... عليهن من صبغ الجساد غلائل ) .
( وقد حملت سوسانها في حجورها ... رواضع إلا أنهن حوامل ) .
( وضمر خيل الضيمران كأنها ... مرازب فوق الهام منها أكالل ) .
( ونور قضبان الخلاف فأبرزت ... أصابع لم تخلق لهن أنامل ) .
( تخال أزاهير الرياض خلالها ... مصابيح ليل ما لهن فتائل ) .
( وقد شربت ماء الغمامة فانثنت ... كما يتثنى الشارب المتمايل ) .
( فمن أقحوان ثغره متبسم ... وورد على أكنافه الطل جائل ) .
( وقد ماج وادي الزندروز بفيضه ... كما ماج للريح النقا المتهايل ) .
( كأن نعاج الرمل في جنباته ... يناطح بعض بعضها ويقاتل ) .
( كأن هدير الموج فوق متونه ... هدير قروم هاجهن الشوائل ) .
( سرى بين أحشاء السرى فتشابهت ... أحياته تسري بها أم جداول ) .
( إذا ماج فوق الأرض أو هاج خلته ... خيولك في الهيجا وهن صواهل ) .
( أيا ملكا فاق الملوك وبذهم ... فراح سنانا والملوك عوامل )