حبال الأمل فيها بأسباب الأجل يفطم أمام تكامل الرضاع ويفرق قبل الإمتاع بحسن الإجتماع .
فمن اعتصم بتوفيق الله عز اسمه ورضي بما نفذ به حكمه .
لبس في وجوه الحوادث جنة لا تنضوها الشدائد وأكد في مصابرة النوائب منة لا تنقضها الخطوب الأوابد .
وأخذ في الصدمة الأولى بالحزم وذخيرة العزم ففاز بالغنم الأكبر والحظ الأشرف الأوفر ومن اتبع هواه وأرتع دينه لدنياه فتهالك في القلق المذموم وتقاعس عن الرضى بالقدر المحتوم ظهر في شعار المستكبرين على الله والمنكرين التأدب بأدب الله فعظم مصابه وعدم ثوابه وكان إلى الصبر بعد اقتران الوزر مآله ومآبه لأريت المحققين برعاية المعهود وتأبين الحبيب المفقود كيف تتحمل الأرزاء ويحرم العزاء ويطاع داعي الوله ويراع جانب القلب المرفه .
ومنها وعرف كل من ورد وصدر وبدأ وحضر أن من قبض فاستوحش الأنس بمفارقته واستبشرت الملائكة لمرافقته وكان مثل الشريفين ريحانة روضه والبارد العذب من فيضه والثمر الحلو من دوحته والورق النضر من نبعته والشاهد العدل لمآثره والمشيد الندب لمناقبه ومفاخره فهو في حكم الخالد وإن أصبح فانيا والمقيم في أهله وإن أضحى بالعراء ناويا عزيت الشريفين أدام الله تعالى عزهما عما ألم بساحتهما من الخطب ولسان جزعي أنطق وعرضت لهما بواجب السلو وحاجتي إلى من يصرح لي به أصدق ولكني جريت على سنة للدين محمودة وعادة بين الأحباب معهودة تركت أفراد كل من الأشراف سادتي إخوة الشريفين حرس الله عليهم ما خولهم من كرم محض وخلق غض وأحسن متاع بعضهم ببعض بالمخاطبة فيما اقتضاه حكم الحادثة إذ كانت فروعهم بإذن الله متشابكة ونفوسهم في السراء والضراء متشاركة وقلوبهم على الصفاء متعاقدة ومهجاتهم لا زالت مصونة مهجة واحدة