والمنهزمة أول مورد من تكثير عدده علما بأنهم مؤن بلا منن وعناء بلا غنى .
فصل له من كتاب إلى أبي سعيد الشيبي .
وقد أتاني كتاب شيخ الدولتين فكان في الحسن روضة حزن بل جنة عدن في شرح النفس وبسط الأنس برد الأكباد والقلوب وقميص يوسف في أجفان يعقوب .
وبعد فإن المنازعين للأمير حسام الدولة نسور قد اقتنصتها العصور ودولته حرسها الله في إبان شبابها واعتدالها وريعان إقبالها وأقتبالها .
قد أسست على صلاح وسداد وعمارة دنيا ومعاد فهي مؤذنة بالدوام في ظل أساورة الإسلام .
ومنها فبينا نحن في تجهيز الخيول ليوصل إلى إيثاره ويؤخذ له بثاره إذ جن .
فقلب لنا المجن ثم لم يقنعه العصيان والكفران حتى أراد الإستيلاء على البلد والجناية على النفوس والأهل والولد ونظر إلي فقال كاتب لا منازع ومحارب نعم وقال من يشجع من الديلم لهز الزانة في صدري وتجريد السيف في وجهي ولم يدر أن دولة مولانا لو أنكرت الفلك لكفته عن مجراه وأن تدبير الصاحب لو رصد النجم لصده عن مسراه وأنه مصطنعي فلم يعتمدني لأعظم الأمور وأهم الثغور إلا وقد زرع في أرض تريع ووكل السرح إلى من لا يضيع