الباب الثاني .
15 - في ذكر ابنه أبي الفتح ذي الكفايتين والأخذ بطرف من طرف أخباره وملح بنات أفكاره .
هو علي بن محمد ثمرة تلك الشجرة وشبل ذلك القسورة وحق على ابن الصقر أن يشبه الصقرا وما أصدق ما قال الشاعر .
( إن السري إذا سرى فبنفسه ... وابن السري إذا سرى أسراهما ) - الكامل - .
وكان نجيبا ذكيا لطيفا سخيا رفيع الهمة كامل المروءة ظريف التفصيل والجملة قد تأنق أبوه في تأديبه وتهذيبه وجالس به أدباء عصره وفضلاء وقته حتى تخرج وخرج حسن الترسل متقدم القدم في النظم آخذا من محاسن الآداب بأوفر الحظ ولما قام مقام أبيه قبل الإستكمال وعلى مدى بعيد من الإكتهال .
وجمع تدبير السيف والقلم لركن الدولة لقب بذي الكفايتين وعلا شأنه وارتفع قدره وبعد صيته وطاب ذكره وجرى أمره أحسن مجرى إلى أن توفي ركن الدولة وأفضت حال أبي الفتح إلى ما سيأتي ذكره آخر الباب بمشيئة الله وعونه .
ومن طرف أخباره ما حدثنيه أبو جعفر الكاتب وكان أبو بكر الخوارزمي يدعوه القمغدي لكونه قمي المولد بغدادي المنشأ وكان أبو جعفر هذا من حاشية أبي الفتح فترامت به بعده الحوادث إلى نيسابور قال كان الأستاذ الرئيس قد قبض جماعة من ثقاته في السر يشرفون على الأستاذ أبي الفتح في منزله ومكتبه