ويسمعني النعرة في قفا شهر رمضان ويعرض على هلاله أخفى من السر وأظلم من الكفر وأنحف من مجنون بني عامر وأضنى من قيس بن ذريح وأبلى من أسير الهجر ويسلط عليه الحور بعد الكور ويرسل على رقاقته التي يغشى العيون ضوءها .
ويحط من الأجسام نوءها كلفا يغمرها وكسوفا يسترها ويرينيه مغمور النور مقمور الظهور قد جمعه والشمس برج واحد ودرجة مشتركة .
وينقص من أطرافه كما تنقص النيرات من طرف الزند ويبعث عليه الأرضة ويهدي إليه السوس ويغري به الدود ويبليه بالفار ويخترمه بالجراد ويبيده بالنمل ويجتحفه بالذر ويجعله من نجوم الرجم .
ويرمي به مسترق السمع .
ويخلصنا من معاودته ويريحنا من دورته ويعذبه كما عذب عباده وخلقه ويفعل به فعله الكتاب ويصنع به صنعه بالألوان ويقابله بما تقتضيه دعوة السارق إذا افتضح بضوئه وتهتك بطلوعه ويرحم الله عبدا قال آمينا وأستغفر الله جل وجهه مما قلته إن كرهه وأستعفيه من توفيقي لما يذمه وأسأله صفحا يفيضه وعفوا يسيغه وحالي بعد ما شكوته صالحة وعلى ما تحب وتهوى جارية ولله الحمد تقدست أسماؤه والشكر .
وقد أجمع أهل البصيرة في الترسل على أن رسالته التي كتبها إلى ابن بلكا ونداد خورشيد عن استعصائه على ركن الدولة غرة كلامه وواسطة عقده وما ظنك بأجود كلام لأبلغ إمام