ومن أمثل شعر أبي بشر قوله .
( وأني لا أكره من شيمتي ... زيارة حي بلا منفعه ) .
( ولا أحمد القول من قائل ... إذا لم يكن منه فعل معه ) .
( ومن ضاق ذرعا بإكرامنا ... فلسنا نضيق بأن نقطعه ) - المتقارب - .
وكان كل من أبي العلاء السروي وأبي الحسن العلوي العباسي وابن خلاد القاضي وابن سمكة القمي وأبي الحسين بن فارس وأبي محمد بن هندو يختص به ويداخله وينادمه حاضرا ويكاتبه ويجاويه ويهاديه نثرا ونظما ويقال إن أحسن رسائله الإخوانيات وما كاتب به أبا العلاء لصدوره عن صدر مائل إليه محب له مناسب بالأدب إياه .
فصل من رسالة له إليه في شهر رمضان وهو مما لم يسبق إليه .
كتابي جعلني الله فداك وأنا في كد وتعب منذ فارقت شعبان وفي جهد ونصب من شهر رمضان وفي العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر من ألم الجوع ووقع الصوم .
ومرتهن بتضاعف حرور لو أن اللحم يصلى ببعضها غريضا أتى أصحابه وهو منضج وممتحن بهواجر يكاد أوارها يذيب دماغ الضب ويصرف وجه الحرباء عن التحنق ويزويه عن التبصر يقبض يده عن إمساك ساق وإرسال ساق .
( ويترك الجاب في شغل عن الحقب ... ويقدح النار بين الجلد والعصب ) - البسيط