الباب الأول .
14 - في ذكر ابن العميد وإيراد لمع من أوصافه وأخباره وغرره من نثره ونظمه .
هو أبو الفضل محمد بن الحسين عين المشرق ولسان الجبل وعماد الملك آل بويه وصدر وزرائهم وأوجد العصر في الكتابة وجميع أدوات الرياسة وآلات الوزارة والضارب في الآداب بالسهام الفائزة والآخذ من العلوم بالأطراف القوية يدعى الجاحظ الأخير والأستاذ والرئيس يضرب به المثل في البلاغة وينتهي إليه في الإشارة بالفصاحة والبراعة مع حسن الترسل وجزالة الألفاظ وسلاستها إلى براعة المعاني ونفاستها .
وما أحسن وأصدق ما قال له الصاحب وقد سأله عن بغداد عند منصرفه عنها بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد .
وكان يقال بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد .
وقد أجرى ذكرهما معا مثلا أبو محمد عبد الله بن أحمد الخازن الأصبهاني في قصيدة فريدة مدح بها الصاحب فلما انتهى إلى وصف بلاغته قال وأحسن ما شاء .
( دعوا الأقاصيص والأنباء ناحية ... فما على ظهرها غير ابن عباد ) .
( والي بيان متى يطلق أعنته ... يدع لسان إياد رهن أقياد ) .
( ومورد كلمات عطلت زهرا ... على رياض ودرا فوق أجياد ) .
( وتارك أولا عبد الحميد بها ... وابن العميد أخيرا في أبي جاد ) - البسيط