الباب الثامن في تفاريق قطع من ملح المقلين من أهل بغداد ونواحيها والطارئين عليها من الآفاق والمقيمين بها .
4 - القاضي ابن معروف .
هو أبو محمد عبد الله بن أحمد بن معروف وكان كما قرأته في فصل للصاحب شجرة فضل عودها أدب وأغصانها علم وثمرتها عقل وعروقها شرف تسقيها سماء الحرية وتغذيها أرض المروءة وقد تقدم بعض ذكره في منادمة المهلبي وغيره من الوزراء وجمعه بين جد العلم وهزل الظرف وخشونة الحكم .
ولين قشرة العشرة وكان على تقلده قضاء القضاة دفعات بالحضرة واشتغاله بحلائل الأعمال من أمور المملكة يقول شعرا لطيفا في الغزل يتعاوره القوالون والقيان ملحنا .
وقرأت لأبي إسحاق الصابي فصلا من كتاب عن الوزير ابن بقية إلى ابن معروف واستحسنه جدا في وصف نظمه ونثره وهو وصل كتاب قاض القضاة بالألفاظ التي لو مازجت البحر لأعذبته والمعاني التي لو واجهت دجى الليل لأزاحته وأذهبته ولم أدر بأي مذاهبه فيها