الباب الثاني جماع الأمثال التي في معايب المنطق ومساويه .
24 - باب المثل في العار والقالة السيئة وما يحاذر منها وأن كان باطلاً .
قال أبو عبيد : من أمثالهم في هذا قولهم : إن حسبُكَ من شرِّ سَمَاعه " أخبرني هشام بن الكلبي أن المثل لأم الربيع بن زياد خبرها ثم قال وأم الربيع هي فاطمة بنت الخرشب وهي أم أنمار .
ع : إنما فاطمة أنمارية وأنمار أبو خثعم وبجيلة المتيامنين ومن كان من أنمار غيرهما فهو أنماري وفاطمة هي أم الكملة من بني عبس وكانت رأت قائلا يقول لها أعشرة هَدَرة أحب إليك أم ثلاثة كعشرة فلم تقل شيئاً ثم عاد إليها في ليلة ثانية فأمسكت عن القول وأخبرت زوجها برؤياها فقال لها إن عاد الثالثة فقولي ثلاثة كعشرة فولدتهم كلهم غاية ربيع الحفاظ وعمارة الوهاب وأنس الفوارس وهي إحدى المنجبات من العرب .
ع : قال أبو عبيد ومن ذلك قولهم " قد قيل ذلك إنْ حَقَّاً وإنْ كذبِاً " .
ع : وذكر خبَره محذوفاً ناقص المعنى 3 : كان بنو جعفر بن كلاب قد وفدوا على النعمان ورئيسهم يومئذٍ أبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة عم لبيد بن ربيعة بن مالك فحجبهم النعمان ورأوا منه جفوة وقد كان يقربهم وبكرمهم وكان الربيع بن زياد جليسه وسميره فاتهموه بالسعي عليهم عند النعمان وتفاوضوا في ذلك يسكه بعضهم إلى بعض وكان بنو جعفر له أعداء وكان لبيد غلاماً في جملتهم يتخلف في رحالهم ويحفظ متاعهم فأتاهم وهو يتذاكرون امر الربيع فسألهم فكتموه فقال والله لا حفظت لكم متاعاً او تخبروني وكانت أم لبيد تأمر بنت زنباع العبسيه وكانت في حجر الربيع فقالوا له : خالك غلبنا على الملك وصدّ عنا بوجهه فقال لهم هل تقدرون أن تجمعوا بيني وبينه شئ فأزجره بقولٍ ممضّ ٍ لا يلتفت به النعمان بعدها أبداً فقالوا وهل عندك من شئ قال نعم فتركوه ثم مَرّوا به وقالوا : إن رأيناه لاهياً علمنا أنه ليس كما زعم فإذا به قاعد على رحل وهو يكدمه فأيقنوا عند ذلك أنه صاحبه