( طَوَى ظمئها في بَيْضَةِ القَيْظِ بَعْدَمَا ... جَرَى في عِنَانِ الشعريين الأَمَاعِزُ ) .
فأما قولهم ( فُلانٌ بَيْضَة البَلَدِ ) فمن أراد به المدح فهو من هذا ومن أراد به الذم ذهب إلى التريكة من بيض النعام لأنه لا منفعة فيها كما يقال ( فَقْع القرْقرِ ) .
قال الراعي : .
( لَوْ كُنْتَ مِنْ أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكُم ... يا ابنَ الرِّقَاعِ وَلكِنْ لَسْتَ مِنْ أَحَدِ ) .
( تَأْبَى قُضَاعَةُ أَنْ تَدْري لَكُمْ نَسَباً ... وَابْنَا نِزَارٍ فَأَنْتُمْ بَيْضَةُ البَلَدِ ) .
وقد يضرب مثلاً للمنفرد عن أهله وأسرته فلا يكون مدحاً ولا ذماً قال الشاعر : .
( لَوْ كَانَ حَوْضَ حِمَارٍ مَا شَرِبْتَ بِهِ ... إِلا بِإِذْنِ حِمارٍ آخِرَ الأَبَدِ ) .
( لكِنَّهُ حَوْضُ مَنْ أَوْدى بإِخْوتهِ ... رَيْبُ الزَّمَانِ فَأَضْحَى بَيْضَةَ البَلَدِ ) .
يقول : لو كان أنصاري أحياء ثم كان حوضَ حمارٍ من الحمر ما شربت به إلا بإذن ذلك الحمار