ع : قد أنكر كثير من اللغويين النّزْلَ وإنما يقال : طعام قليل النّزَل بفتح النون والزاي أي قليل الريع والنماء ويقال : فلان صلف أي قليل الخير وامرأة صلفة : لم تحظ عند زوجها وقال غير أبي عبيد : هذا المثل يضرب للرجل يكثر الكلام والمدح لنفسه ولا خير عنده وهذا هو الصحيح لأن السحابة إذا كانت كثيرة الماء لم يُقَلْ لها صلفة .
قال أبو عبيد : وقال الأموي في مثله أو نحوه ( إِنَّهُ لَنَكِدُ الحَظِيرَة ) إذا كان مَنُوعاً لما عنده قال : وجمع النَكِد : أنكاد ونُكد ومنه قول الكميت : .
( نَزَلَتْ بِهِ أَنْفَ الرَّبِيعِ وَزَايَلَتْ نُكْدَ الحَظَائِرْ ... ) .
قال : أراه سمّى أمواله حظيرة لأنه قد حظرها عنده ومنعها فهي حظيرة في معنى محظورة .
ع : قوله في جمع نَكِد نُكد وهْمٌ إنما يجمع نَكِدٌ أنكاد كما قال وأما نُكد فإنه جمع نَكود يقال : ناقة نَكود إذا كانت قليلة الدر .
وأصل هذا اللفظ من العسر والضيق وقوله : أراه سمى أمواله حظيرة لأنه قد حظرها عنده ومنعها وإنما الحظيرة والحِظَار ما حظرته على غنم أو غيرها لتأوي إليه ويمنعها من الخروج وهذا كما تقول ( فُلانٌ ضَيِّقُ العَطَنِ ) يضرب أيضاً مثلاً للمنع وضيق الخلق وإنما العَطَن موضع مبارك الإبل حول الماء فهذا ذاك . 197 باب البخيل يعطي على الرهبة .
ع : قد تقدّم ما في هذا الباب من الأمثال إلا قول أبي عبيد قال أبو زيد :