وهذا دداً على مثال قفا وعصاً . وهذا دَدَنٌ على مثال سكن ووسن .
قال الأعشى : .
( أَتَرْحَلُ من ليلى ولمَّا تَزَوَّدِ ... وكُنْتَ كمَنْ قَضَّى اللُّبَانةَ من دَدِ .
وقال عدي بن زيد : .
( أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بِددن ... إِنَّ هَمِّي في سماعٍ وأذن ) .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم في قلة الإتفاق قولهم : ( لا يَجْتَمِعُ السَّيْفَانِ في غمد ) ومنه قول أبي ذؤيب : .
( تُريدين كيما تَجْمَعيني وخالداً ... وهل يُجْمَعُ السَّيْفانِ ويحكِ في غمْد ) .
ع : يقال : ( لا يُجْمَعُ سَيْفَان في غمْدٍ ولا فَحْلانِ في ذودِ ) .
وكان لأبي ذؤيب ابن أخت يقال له خالد وكان رسول خاله أبي ذؤيب إلى صديقته أم عمرو .
فلما شب خالد أفسدها عليه .
وكانت هذه المرأة صديقة عبد عمرو بن مالك . وكان أبو ذؤيب رسوله إليها فلما كبر عبد عمرو أفْسَدها عليه أبو ذؤيب ومالت إليه .
فجاءت أم عمرو إلى أبي ذؤيب تعتذر من أمر خالد فقال : .
( تريدينَ كيما تَجْمَعينِي وخالداً ... وهل يُجْمَعُ السيْفان ويحكِ في غمدِ ) .
( أَخالدُ ما راعيت من ذي قَرَابَةٍ ... فَتحْفظني بالغَيْبِ أَو بعض ما تُبْدي ) .
( دعاكَ إِليها مُقْلَتَاها وجيدُها ... فَمِلْتَ كما مالَ المُحِبُّ على عَمْدِ ) .
( فآليتُ لا أَنْفَكُّ أَحْدو قَصيدَةً ... أَدَعْكَ وإِيَّاهَا بها مثلاً بَعْدي )