قال أبو عبيد : ومن أمثالهم في هذا قولهم ( لا يُرْسلُ السَّاقَ إِلاَّ ممسِكاً ساقا ) أي أنه لا يدع حاجة إلا سأل أخرى وأصل هذا في الحرباء يشتد عليه حميُ الشمس فيلجأ إلى شجرة يستظل بساقها فإذا زالت عنه تحوّل إلى أخرى .
ع : هذا المثل عجزُ بيت لكعب بن زهير قال : .
( أَنَّى أُتِيحَ له حِرْبَاءُ تَنْضبَةٍ ... لا يُرْسِلُ السَّاقَ إِلاَّ ممسِكاً ساقا ) .
والحرباء دويبة كالعظاءة وهو ذكر أم حبين في صدره استرخاء وقرب من الأرض وإذا حميت الأرض بالشمس خاف على صدره أن تحرقه الأرض للزوقه بها فصعد على عود شجرة فالتزمها بيديه وجعلها بينه وبين الشمس ودار كلما دارت الشمس قال ذو الرمّة : .
( يُصَلَّيَ بِها الحرْبَاءُ للشَّمْسِ مَاثِلاً ... على الجِذْلِ إلا أَنَّهُ لا يُكَبِّرُ ) .
( إِذا حَوَّلَ الظلُّ العَشِيَّ رَأَيْته ... حَنِيفاً وفي قَرْنِ الضُّحَى يَتَنَصَّرُ ) .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم ( اسْقِ أَخَاكَ النَّمَريَّ ) وهذا المثل لكعب ابن مامة وذلك أنه سافر سفراً في حمارة القيظ فأعوزهم الماء إلا يسيراً يقتسمونه بالحصاة وذكر الخبر إلى آخره