الأمثال : أن ليث بن عمرو بن عوف بن محلم تزوج ابنة عمه خماعة بنت عوف فأراد أن يرحل بها فقال له مالك بن عوف بن محلم : أين تظعن بأختي قال : أطلب موقع هذه السحابة قال : لا تفعل فإنه ربما خيلت ولم تمطر وأنا أخاف عليك بعض مقانب العرب قال : لكني لست أخاف ذلك فمضى وعرض له مروان القرظ بن زبناع بن جذيمة فأخذ خماعة وانطلق بها وجعلها بين بناته وأخواته ولم يكشف لها ستراً فقال مالك بن عوف لليث : ما فعلت أختي قال : نفتني عنها الرماح قال مالك : ( رُبّ عَجَلَة تَهبُ ريثاً ورُبّ فروقة يدعى ليثاً ورُبّ غَيْثٍ لم يَكُنْ غَيْثاً ) فذهبت كلماته أمثالاً .
ثم إن مروان بعث بها إلى أبيها عوف بن محلم وأتى على ذلك ما شاء الله أن يأتي ثم إن مروان أغار على بكر بن وائل فأسره زهير بن أمية بن جشم من بني تيم الله بن ثعلبة فلما أتى به أهله قالت له امرأته : لكأنما جئت بمروان القرظ .
فقال لها مروان : وما تريدين منه قالت : أريد منه مائة من الإبل .
قال : لك مائة من الإبل على أن تذهبي بي إلى خماعة بنت عوف فقالت : ومن لي بالإبل فأخذ عوداً فرهنه إياها على مائة من الإبل وأتت به خماعة فأرسلت إلى أبيها فأعلمته بمكان مروان عندها وضمّته إلى صدرها وكان المنذر يطلبه بذحل فبلغه أن زهير بن أمية أسره فأرسل إليه فيه فلم يجده عنده وأخبروه بمكانه فأرسل المنذر فيه إلى عوف فأبى عوف أن يدفعه إليه حتى أمنه المنذر فجاء به عوف حتى وضع يده في يد المنذر وبينهما يد عوف فقال المنذر ( لا حُرَّ بِوَادي عَوْف ) فأرسلها مثلاً .
وأخطأ أبو عبيد في سياقة خبر هذا المثل وهو قولهم ( لا حُرّ بوادي عَوْف ) وقد تقدّم ذكر ذلك