وتجرّد لحرب تغلب فأبارهم حتى فرّ مهلهِل فهلك غريباً في غير دياره .
وأما بيت امرىء القيس ففيه أقوال قال الأصمعي : أراد ردّك سهمين على رامي نَبْل .
واللفت : الردّ والليّ قال الشاعر : .
( أَسْرَعُ من لَفْتِ رِدَاءِ المرْتَدي ... ) .
وقال غيره : أراد بقوله ( لامين ) الريش اللؤام أي ردك هذين اللامين على نابل بريش سهامه .
وقد ذُكر أن امرأ القيس فسّر بيته بهذا .
وقيل : إنما هو ( لفت كلامين على نابل ) تثنية كلام يريد قولهم للرامي : ارْم ارْم .
قال أبو عبيد : قال أبو عبيدة من أمثالهم في الإستقامة قولهم ( مُحْسِنَةٌ فهيلي ) وأصله امرأة كانت تفرّغ طعاماً من وعاء في آخر فقيل لها : ما تصنعين قالت : أهيل من هذا في هذا فقيل : محسنة فهيلي .
ع : قال أبو بكر ابن دريد : أصل هذا المثل للهائلة بنت منقذ من بني عمرو ابن سعد بن زيد مناة أم جسّاس بن مُرّة وأختها البسوس بنت منقذ التي كانت الحرب على رأسها بين ابني وائل أربعين سنة .
وذلك أن ضيفاً نزل بالهائلة ومعه سلف فيه دقيق فأخذت وعاء فيه دقيق كان عندها لتأخذ من دقيق الضيف فجاء الضيف فلما رأته جعلت تأخذ من وعائها فتهيل في وعاء الضيف فقال لها : ما تصنعين قالت : أهيل من هذا في هذا فقال : محسنة فهيلي .
فسميت الهائلة .
والسّلف : الجراب .
وقال ابن دريد : السّلف : الأديم الذي لم يُحكم دباغه