هي من قولك عزّ الشيء إذا اشتدّ وكذلك تعزَّز واستعز ومنه العزاز من الأرض وهو الصلب الذي لا يبلغ أن يكون حجارة ويقال : عزّ يعز إذا صار عزيزاً وعزّ يعزّ عزاً إذا غلب قال زهير : .
( تَمِيمٌ فَلَوْنَاهُ فَأُكْمِلَ خَلْقُهُ ... فَتَمَّ وَعَزَّتْهُ يَدَاهُ وَكَاهِلُهْ ) .
ومعنى الكلام : إذا صلب أخوك واشتدّ فذلّ له من الذلّ بالكسر ولا معنى للذلّ هنا كما تقول : إذا صعب عليك أخوك فَلِنْ له .
قال الله D : ( وَعِبَادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلى الأَرَض هَوْناً ) الفرقان : 63 أي على سكون وطمأنينة .
وقال ابن درستويه في تفسير المعنى الذي ذهب إليه أبو عبيد : معنى ( إذا عزّ أخُوكَ فَهُنْ ) إذا صار عزيزاً ملكاً قوياً عليك فأطِعْه وتذلل له واخضع تسلم عليه ولا يظلمك بعزه .
والحجة لهذا المذهب قول عمرو بن أحمر : .
( وَقَارِعَةٍ مِنَ الأّيَّامِ لَولا ... سَبِيلهُمُ لَزَاحَتْ عَنْكَ حِينا ) .
( دَبَبتَ لَها الضَراءَ وَقُلْتَ أَبْقَى ... إِذا عَزَّ ابْنُ عَمِّكَ أَنْ تَهُونَا ) .
هكذا صحّت رواية هذا البيت دون اختلاف بين الرواة : وقال محمد بن علي الباقر في المعنى الذي ذهب إليه ابن درستويه : .
( بُنَيَّ إِذا مَا ساَمَكَ الذُّلَّ قَادِرٌ ... عَزِيزٌ فَلِنْ فَاللِّينُ أَوْلى وَأَحْرَزُ ) .
( وَلا تَسْمُ في كُلِّ الأُمُورِ تَعَزُّزاً ... فَقَدْ يُورِثُ الذلَّ الطَّويلَ التَّعَزُّزِ )