فالغُسّ : اللئيم والمُغَمّرُ : الذي لا تجارب له ولا سن .
ع : قوله أيام الرِّدّة : هكذا رويت بالكسر وقال أبو جعفر ابن النحاس سمعت الأخفش يقول : أختار الفتح في ذلك لأنّ العرب لم يكن ارتدادها إلا مرة فالفتح أجود .
وقوله : فامتدح ها هنا بالسن : للعرب في ذلك مذهبان : فإذا أرادوا الحزامة وحسن التدبير في الحروب وثبات الأقدام والوطأة إذا اشتدت الخطوب فإنما يذكرون أهل السن والتجربة لأنهم أهل الحفائظ والإستبصار وهم أجدر بالحياء من الأغرار ولذلك قال علي بن أبي طالب Bه رأي الشيخ خير من مشهد الغلام .
وقال أبو الطيب : .
( سَأَطْلُبُ حَقِّي بِالقَنَا وَمَشَايِخٍ ... كَأَنَّهُمُ مِنْ طُولِ مَا التثموا مُرْدُ ) .
وإذا أرادوا شدة المسارعة وحدة المضاربة والإعراض عن ذكر العواقب واّطراح ذلك بجانب ذكروا أهل الشباب والفتوة كما قال عامر بن الطفيل للنبي : .
( واللهِ لأمْلأنّها عَلَيْكَ ... خيلاً جرداً ورجالاً مرداً ) .
فأما قول قطري : .
( وَلَقَدْ أَرَاني للرِّمَاحِ دَريَّةً ... مِنْ عَنْ يَمِيني مَرَّةً وَأَمَامي ) .
( حَتَّى خَضَبْتُ بِمَا تَحَدَّرَ مِنْ دَمِي ... أَكْنَافَ سَرْجِي أَوْ عنَانَ لِجَامي )