لرجل أن يجمع بين شاتين فانتهبها الناس .
وحكى الكلبي أنه قال : من أخذَ منها واحدة فهي له ولا يحلّ لأحد أن يأخذ منها فزراً وهو الإثنان فبهذا لقب الفزر وضرب به المثل فقيل : ( لا أَفْعَلُ ذلِكَ مِعْزَى الفِزْرِ ) أي حتى تجتمع .
قال شَبيبُ بن البرصاء : .
( وَمُرَّةُ لَيْسُوا نَافِعِيكَ وَلَنْ تَرَى ... لَهُمْ مَجْمَعاً حَتَّى تَرَى غَنَمَ الفِزرِ ) .
وقال السعدي : .
( وَقَدْ أَنْهَبَ الِمعْزى فَبَرَّتْ يَمِينُهُ ... وَما ضَرَّ سَعْداً مَالُهُ المُتَنَهَّبُ ) .
وقد تقدّم في اشتقاق الفِزر غير هذا . 39 باب الرجل النجيد يلقى قرنه في البسالة والنجدة .
قال أبو عبيد : ومنه قولهم ( الحَدِيدُ باِلحَدِيدِ يفلحُ ) قال الشاعر : .
( قَوْمُنَا بَعْضُهُم يُقَتِّلُ بَعْضاً ... لا يَفُلُّ الحَدِيدَ إِلاَّ الحَدِيدُ ) .
ع : لما خرج الوليد بن طريف الشيباني الشاري على الرشيد اشتدت شوكته فبعث إليه الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني فقتله فقال الشاعر وهو بكر بن النطاح : .
( وَائِلٌ بَعْضُها يُقَتِّلُ بَعْضاً ... لا يَفُلُّ الحَديدَ إِلا الحَدِيدُ ) .
( لَوْ تَلَقَّى الوَلِيدَ غَيْرُ يَزيدٍ ... لَغَداَ ظاَهِراً عَلَيْهِ الوَلِيدُ )