ذكر الملوك الذين استولوا على الديار المصرية وفيما ذكرنا هنا مقنع والله سبحانه وتعالى أعلم .
وقد صار من أعيادهم المشهورة بالديار المصرية النيروز وهو أول يوم من سنتهم وإن لفظة النيروز فارسية معربة وكأن القبط والله أعلم اتخذوا ذلك على طريقة الفرس واستعاروا اسمه منهم فسموا اليوم الأول من سنتهم أيضا نيروزا وجعلوه عيدا .
قال في مناهج الفكر وهم يظهرون فيه من الفرح والسرور وإيقاد النيران وصب الأمواه أضعاف ما يفعله الفرس ويشاركهم فيه العوام من المسلمين .
قال المسعودي وأهل الشام يعملون مثل ذلك في أول سنتهم أيضا وهو أول يوم من ينير من شهور الروم ويوافقه كانون الثاني وهو الشهر الرابع من شهور السريان وذلك في السادس من طوبة من شهور القبط ويسمونه القلنداس إلا أن أهل مصر يزيدون فيه التصافع بالأنطاع وربما حملهم ترك الاحتشام على أن يتجرأوا على الرجل المطاع ولولا أن ولاة الأمر يردعونهم ويمنعونهم من ذلك لمنعوا الطريق من السالك وهم مع ذلك من ظفروا به لا يتركونه إلا بما يرضيهم .
والذي استقر عليه الحال بالديار المصرية إلى آخر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة أنهم يقتصرون على رش الأمواه والتصافع وترك الاحتشام دون إيقاد النيران إلا من يفعل ذلك من النصارى في بيته أو خاصته .
ولهم أعياد ومواسم سوى ما تقدم ذكرها صاحب التذكرة ونحن نذكرها على ترتيب شهور القبط وهي .
عيد سيغورس وعيد متى الإنجيلي وهما في الثاني من توت .
عيد سمعان الحبيس وهو في الرابع من توت .
عيد ماما وهو في الخامس من توت .
عيد شعيا وهو في السادس من توت .
عيد ساويرس وهو في لسابع من توت .
عيد موسى النبي عليه السلام وهو في الثامن من توت .
عيد توما التلميذ وهو في