( وحبا الرياض غلالة من وشيه ... بغرائب التفويف والتحبير ) .
( وأعارها حليا تأنى الغيث في ... ترصيعه بجواهر المنثور ) .
( بمورد كمورد الياقوت قارن ... أبيضا كمصاعد الكافور ) .
( ومعصفر شرق وأصفر فاقع ... في أخضر كالسندس المنشور ) .
( فكأن أزرقه بقايا إثمد ... في أعين مكحولة بفتور ) .
( كملت صفات الزهر فيه فناب عما ... غاب من أنواعه بحضور ) .
وقول الآخر .
( إشرب هنيئا قد أتاك زمان ... متعطر متهلل نشوان ) .
( فالأرض وشي والنسيم معنبر ... والماء راح والطيور قيان ) .
الثاني فصل الصيف وهو أحد وتسعون يوما وربع ونصف ثمن يوم وابتداؤه إذا حلت الشمس رأس السرطان وانتهاؤه إذا أتت على آخر درجة من السنبلة فيكون له من البروج السرطان والأسد والسنبلة .
وهذه البروج تدل على السكون وله من الكواكب المريخ والشمس ومن المنازل النثرة والطرف والجبهة والزبرة والصرفة والعواء والسماك يتداخل فيه وله من الساعات الرابعة والخامسة والسادسة ومن الرياح الصبا وطبعه حار يابس وله من السن الشباب ومن الأخلاط المرة الصفراء ومن القوى القوة النفسية والحيوانية .
وللعرب في هذا الفصل وغرات وهي الحرور منها وغرة الشعرى ووغرة الجوزاء ووغرة سهيل أولها أقواها حرا يقال إن الرجل في هذه الوغرة يعطش بين الحوض والبئر وإذا طلع سهيل ذهبت الوغرات وتسمى الرياح التي في هذه الوغرات البوارح سميت بذلك لأنها تأتي من يسار الكعبة كما برح الظبي إذا أتاك من يسارك وقد أولع الناس بين لفحات الحر وسمومه وأتوا