وابن ست عشرة نقص الخلق في الغرب والشرق وابن سبع عشرة أمكنت المقتفر القفرة وابن ثمان عشرة قليل البقاء سريع الفناء وابن تسع عشرة بطيء الطلوع سريع الخشوع وابن عشرين يطلع سحرة ويغيب بكرة وابن إحدى وعشرين كالقبس يطلع في الغلس وابن اثنتين وعشرين يطيل السرى ريثما يرى وابن ثلاث وعشرين يرى في ظلمة الليال لا قمر ولا هلال وابن خمس وعشرين دنا الأجل وانقطع الأمل وابن ست وعشرين دنا ما دنا فما يرى إلا سنا وابن سبع وعشرين يشق الشمس ولا يرى له حس وابن ثمان وعشرين ضئيل صغير لا يراه إلا البصير .
وأما حركته البطيئة فحركته من جهة الشمال إلى جهة الجنوب ومن جهة الجنوب إلى جهة الشمال وتنقله في المنازل الثمانية وعشرين في ثمانية وعشرين يوما بلياليها كالشمس في البروج قال تعالى ( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ) فما تقطعه الشمس من الشمال إلى الجنوب وبالعكس في جميع السنة يقطعه القمر في ثمانية وعشرين يوما .
والمنازل للقمر كالبروج للشمس وذلك أنه لما اتصل إلى العرب ما حققه القدماء برصدهم من الكواكب الثابتة وكان لا غنى بهم عن معرفة كواكب ترشدهم إلى العلم بفصول السنة وأزمنتها رصدوا كواكب وامتحنوها ولم يستعملوا صور البروج على حقيقتها لأنهم قسموا فلك الكواكب علىمقدار الأيام التي يقطعه القمر فيها وهي ثمانية وعشرون يوما وطلبوا في كل قسم منها علامة تكون أبعاد ما بينها وبين العلامة الأخرى مقدار مسير القمر في يوم وليلة وسموها منزلة إلى أن تحقق لهم ثمانية وعشرون على ما تقدم ذكره في الكلام على طلوعها بالفجر لأن القمر إذا سار سيره الوسط انتهى في اليوم التاسع والعشرين إلى المحاق الذي بدأ منه فحذفت