ويوافقه في الانتهاء وطلوع الشمس وغروبها ظاهر يعرفه الخاص والعام أما الفجر فإن أمره خفي لا يعرفه كل أحد وقد تقدم انقسامه إلى كاذب وهو الأول وصادق وهو الثاني وعليه التعويل في الشرعيات فيحتاج إلى موضح يوضحه ويظهره للعيان وقد جعل المنجمون وعلماء الميقات له نجوما تدل عليه بالطلوع والغروب والتوسط وهي منازل القمر وعدتها ثمان وعشرون منزلة وهي الشرطان والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة والذراع والنثرة والطرف والجبهة والخرتان والصرفة والعواء والسماك والغفر والزبانان والإكليل والقلب والشولة والنعائم والبلدة وسعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود وسعد الأخبية والفرغ المقدم والفرغ المؤخر وبطن الحوت .
والمعنى في ذلك أن الشمس إذا قربت من كوكب من الكواكب الثابتة أو المتحركة سترته وأخفته عن العيون فصار يظهر نهارا ويختفي ليلا ويكون خفاؤه غيبة له ولا يزال كذلك خافيا إلى أن تبعد عنه الشمس بعدا يمكن أن يظهر معه للأبصار وهو عند أول طلوع الفجر فإن ضوء الشمس يكون ضعيفا حينئذ فلا يغلب نور الكوكب فيرى الكوكب في الأفق الشرقي ظاهرا وحصة كل منزلة من هذه المنازل من السنة ثلاثة عشر يوما وربع سبع يوم ونصف ثمن سبع يوم على التقريب كما سيأتي على المنازل الثمانية والعشرين خص كل منزلة ما ذكر من العدد والكسور ولما كان الأمر كذلك جعل لكل منزلة ثلاثة عشر يوما وهي ثلاث عشرة درجة من درج الفلك وجمع ما فضل من الكسور على كل ثلاثة عشر يوما بعد انقضاء أيام المنازل الثمانية والعشرين فكان يوما وربعا فجعل يوما في المنزلة التي توافق آخر السنة وهي الجبهة فكان حصتها أربعة عشر يوما وبقي ربع