أما السريعة فحركة فلك الكل بها في اليوم والليلة من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق وتسمى الحركة اليومية .
وأما الحركة البطيئة فقطعها فلك البروج في سنة شمسية من الجنوب إلى الشمال ومن الشمال إلى الجنوب ولتعلم أن جهة المشرق وجهة المغرب لا تتغيران في أنفسهما بل جهة المشرق واحدة وكذلك جهة المغرب وإن اختلفت مطالعهما .
قال تعالى ( رب المشرق والمغرب ) أي جهة الشروق وجهة الغروب في الجملة إلا أن الشمس لها غاية ترتفع إليها في الشمال ولتلك الغاية مشرق ومغرب وهو مشرق الصيف ومغربه ومطلعها حينئذ بالقرب من مطلع السماك الرامح ولها غاية تنحط إليها في الجنوب ولتلك الغاية أيضا مشرق ومغرب وهو مشرق الشتاء ومغربه ومطلعها حينئذ القرب من مطلع بطن العقرب وهذان المشرقان والمغربان هما المراد بقوله تعالى ( رب المشرقين ورب المغربين ) وبين هاتين الغايتين مائة وثمانون مشرقا ويقابلها مائة وثمانون مغربا ففي كل يوم تطلع من المشرق غير الذي تطلع فيه بالأمس وتغرب في مغرب غير الذي تغرب فيه بالأمس .
وذلك قوله تعالى ( رب المشارق والمغارب ) ونقطة الوسط بين هاتين الغايتين وهي التي يعتدل فيها الليل والنهار يسمى مطلع الشمس فيها مشرق الاستواء ومغرب الاستواء ومطلعها حينئذ بالقرب من مطلع السماك الأعزل .
وقد قسم علماء الهيئة ما بين غاية الارتفاع وغاية الهبوط اثني عشر قسما