المعنى بألفاظ يمكن الدلالة عليه بدونها على ما هو مقرر في علم البيان .
قال في المثل السائر فلا يكون مثل قول الصابي في وصف مدبر يسافر رأيه وهو دان لم ينزح ويسير تدبيره وهو ثاو لم يبرح ولو قال يسافر رأيه وهو دان لم ينزح ويثخن الجراح في عدوه وسيفه في الغمد لم يجرح لسلم من هجنة التكرار فإنه تصير كل سجعة محتوية على معنى بحياله .
ومنها أن يقع التحسين في نفس الفواصل كقولهم إذا قلت الأنصار كلت الأبصار وقولهم ما وراء الخلق الدميم إلا الخلق الذميم ونحو ذلك .
ومنها أن يقع في خلال السجعة الطويلة قرائن قصار فتكون سجعا في سجع كقوله تعالى ( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) وقوله ( ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد ) فإن قوله ( على أموالهم ) .
وقوله ( على قلوبهم ) سجعتان داخلتان في السجعة التي آخرها ( حتى يروا العذاب الأليم ) .
وقوله ( بآخذيه ) وقوله ( يغمضوا فيه ) سجعتان داخلتان في السجعة التي آخرها ( غني حميد ) وعد العسكري منه قولهم عاد تعريضك تصريحا وتمريضك تصحيحا .
وأما قبحه فيعتبر بأمور .
منها التجميع وهو أن تكون فاصلة الجزء الأول بعيدة المشاكلة لفاصلة الجزء الثاني كما حكى قدامة أن كاتبا كتب في جواب كتاب وصل كتابك