( ما أحل الله ما صنعت ... عينه تلك العشية بي ) .
( قتلت إنسانها كبدي ... بسهام للردى صيب ) .
فجاءت غثة كريهة نابية عن السمع نافرة عن اللسان وكذلك الجمع في قيد فإنه يجمع على قيود وهو جمع سائغ القبول شائع الاستعمال ويقال في جمعه أيضا أقياد وهو من الجموع المستكرهة الخارجة عن الاستعمال وقد ورد في قول عويف القوافي من أبيات الحماسة .
( ذهب الرقاد فما يحس رقاد ... مما شجاك ونامت العواد ) .
( لما أتاني من عيينة أنه ... أمست عليه تظاهر الأقياد ) .
فلم يحسن ولم يرق وكذلك القول في جمع قبة فإنه يجمع على قباب وهو جمع حسن دائر على ألسنة الفصحاء من أهل النظم والنثر ويجمع أيضا على قبب وليس بمستحسن وإن كان هو في الكراهة دون أقياد في جمع قيد وقد استعمله ابن محكان التميمي في قوله .
( ماذا ترين أندنيهم لأرحلنا ... في جانب البيت أم نبني لهم قببا ) .
فلم يحسن كحسن قباب بل جاءت كريهة مستشنعة وأعجب ما في هذا الباب أن الجمع قد يكون متفقا في لفظه واحدة إلا أنها مختلفة المعنى فيختلف الاستعمال في الجمع باختلاف المعاني حتى لو جيء بجمع في مكان جمع لم يحسن استعماله وإن كان جائزا من جهة العربية كلفظ العين فإنها تطلق من جملة مدلولاتها على العين الباصرة والعين من الناس وهو النبيه منهم والعين الباصرة تجمع على عيون والعين من الناس تجمع على أعيان وقد شذ هذا