كلفظة الأرض فإنها لم ترد في القرآن الكريم إلا مفردة سواء أفردت بالذكر عن السماء كما في قوله تعالى ( والله أنبتكم من الأرض نباتا ) أو قرنت بالسماء مفردة كما في قوله تعالى ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ) أو مجموعة كما في قوله تعالى ( الحمد لله الذي خلق السموات والأرض ) ولو كان استعمالها بلفظ الجمع مستحسنا لكان هذا الموضع وشبهه به أليق لمقابلة الجمع في السموات ولما أراد أن يأتي بها مجموعة قال ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ) وكذلك لفظة البقعة وكذلك لفظة طيف في ذكر طيف الخيال فإنها تجمع على طيوف وهي في حالة الإفراد من أرق الألفاظ وألطفها فإذا جمعت زالت عنها تلك الطلاوة وفارقتها تلك البهجة ولذلك وردت في القرآن الكريم بلفظ الإفراد قال تعالى ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) .
ولم تزل الشعراء في القديم والحديث يستعملونه بلفظ الإفراد فيقع أحسن موقع ولم يلموا باستعماله مجموعا .
قال في المثل السائر ويالله العجب من هذه اللفظة ومن أختها عدة ووزنا وهي صيف فإنها تستعمل مفردة ومجموعة وكلاهما في الاستعمال حسن رائق قال وهذا مما لا يعلم السر فيه والذوق السليم هو الحاكم في الفرق بين هاتين اللفظتين وما يجري مجراهما .
وكذلك يجري الحكم في جميع المصادر فإنها في حالة الإفراد أحسن منها في حالة الجمع وقد جاء منها بعض ألفاظ مجموعة فجاءت غثة مستكرهة كما في قول عنترة