فوصف الخمر بالخضرة والحريص السحابة تحرص وجه الأرض أي تقشرها ومنه سميت إحدى الشجاج في الرأس الحارصة لأنها تشق الجلد .
ومنها وصف الشيء على خلاف المعهود والعادة المعروفة .
فمن ذلك قول المرار .
( وخال علىخديك يبدو كأنه ... سنا البدر في دعجاء باد دجونها ) .
والمعروف أن الخيلان سود أو سمر والخدود الحسان إنما هي البيض فأتى هذا الشاعر بقلب المعنى ومثله قول الآخر .
( كأنما الخيلان في وجهه ... كواكب أحدقن بالبدر ) .
قال أبو هلال العسكري ويمكن أن يحتج لهذا الشاعر بأن يقال تشبيه الخيلان بالكواكب من جهة الاستدارة لا من جهة اللون .
ومن ذلك قول امريء القيس في وصف الفرس أيضا .
( وللسوط ألهوب وللساق درة ... وللزجر منه وقع أخرج مهذب ) .
قال أبو هلال العسكري فلو وصف أخس حمار وأضعفه ما زاد على ذلك وقول القائل