الجبال وتحتبس فيها ولا تزال تتكامل ويتحصل منها مياه عظيمة فتنبعث لكثرتها وهو على ثلاثة أنماط .
النمط الأول ماء الأنهار وهي ما بين صغار وكبار وقريبة المدى وبعيدته وقد وردت الأخبار بأن أفضلها خمسة أنهار وهي سيحون وجيحون والدجلة والفرات ونيل مصر والنيل أفضل الخمسة وأعذبها وأخفها ماء على ما سيأتي ذكره في المقالة الثانية إن شاء الله تعالى .
وفي الأنهار الكبار تسير السفن .
النمط الثاني العيون وهي مياه تنبع من الأرض وتعلو إلى سطح الأرض ثم تسرح في قني قد حفرت لها وهي منبثة في كثير من الأقطار .
النمط الثالث البئار وهي حفائر تحفر حتى ينبع الماء من أسفلها ويرتفع فيها ارتفاعا لا يبلغ أعلاها .
وقد اختلف في الماء الذي نبع من الأرض هل هو الذي نزل من السماء أو غيره فذهب ذاهبون إلى أنه هو الذي نزل من السماء محتجين لذلك بقوله تعالى ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر ) الآية .
وذهب آخرون إلى أن الذي نبع من الأرض غير الذي نزل من السماء محتجين بقوله تعالى ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا ) ويوصف الماء للاستحسان بالعذوبة والصفاء والرقة والخفة وشدة البرد وفي معناه الشبم ويشبه في شدة البرد بالزلال وهو ما يتربى داخل الثلج في تجاويف توجد فيه فيكون من أشد الماء بردا