الصبح من غير شك ولا ريب فأخبر بحوادث تقع في العالم قبل وجودها وآتى من حقائق النذارة والبشارة بما ينبه على التحذير من نحوسها والترقب لموافاة سعودها .
فقال علم أحكام النجوم حقيق ما أولت وصحيح ما عنه عبرت وعليه عولت إلا أنك قاصر على وقائع مخصوصة ترشد إليها وأمور محدودة تنبه عليها على أنه ربما نشأت الرؤيا عن فكرة وقعت في اليقظة فاتصلت بالمنام أو حدثت عن سوء مزاج أو رداءة مطعم ونحو ذلك فكانت أضغاث أحلام أما أنا فإني أدل بما أجراه الله تعالى من العادة على الحوادث العامة مصاحبا لمقتضيات الإرادة ليظهر ما في الحكمة الإلهية من قضايا التدبير ويتبين ما اشتملت عليه الأفلاك العلوية من تقدير الترتيب وترتيب التقدير مع ما يترتب على ذلك من الأعمال العجيبة والأحوال الغريبة التي تبهر العقول ويمتع إليها من غير طريقي الوصول من علم السحر على الإطلاق وعلم الطلسمات الغريبة وعلم الأوفاق وكذلك علم النيرنجيات وعلم السيمياء الاخذ بالأحداق .
فقال علم الهيئة مالك ولأباطيل تنمقها وأكاذيب تزخرفها وتزبرقها وأماثيل يعتمدها المعتمد فتخيب وأقاويل تارة تخطيء وتارة تصيب ولقد وردت الشريعة المطهرة بالنهي عن اعتبارك وجاءت السنة الغراء بمحو أخبارك وإعفاء آثارك وناهيك بفساد هذا الاعتقاد ورد هذا