كملت الرسالة التي كتبها أبو العلاء إلى الوزير الكامل أبي القاسم المغربي .
قلت وهذه رسالة أنشأتها في تقريض المقر الكريم الفتحي أبي المعالي فتح الله صاحب دواوين الإنشاء بالديار المصرية والممالك الإسلامية أدام الله تعالى معاليه في شهور سنة أربع عشرة وثمانمائة وهي .
الحمد لله الذي جعل الفتح محط رحال القرائح الجائدة ومستقر نواها ومحيط دائرة الأفكار الواردة ومركز شعاع كواها ومادة عناصر الأفهام الجائلة وعتاد شكيمة قواها .
نحمده على أن خص المملكة المصرية من إيداع سرها المصون بأوسع صدر رحيب وأنهض بتدبير مصالحها من إذا سرت كتائب كتبه إلى عدو أنشد من شدة الفرق قفا نبك من ذكرى حبيب وأقام لنصرتها بأسل الأقلام وصفاح المهارق من إذا طرقها على البعد طارق تلا لسان يراعته ( نصر من الله وفتح قريب ) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تسير بها برد الهداية إلى آفاق الأخلاق فتشيد لقلاع الإيمان بأقطار القلوب أركانا وترقم أسرار شعائرها بنقس القبول في صحف الإقبال فتبدل داعيها بإذاعة خبرها من الإسرار إعلانا وتدين بطاعتها ملوك الممالك