الحال والمودة آثرنا أن ينعقد بيننا وبينك ميثاق مؤكد وعهد مجدد تسكن النفوس إليهما وتطمئن القلوب معهما وتزداد الألفة بهما على مر الأيام وتعاقب الأعوام ويكون ذلك أصلا مستقرا نرجع جميعا إليه ونعول ونعتمد عليه وتتوارثه أعقابنا وتتبعنا فيه أخلافنا .
فأعطيناك عهد الله وميثاقه وما أخذه على أنبيائه المرسلين وملائكته المقربين صلى الله عليهم أجمعين عن صدور منشرحة وآمال في الصلاح منفسحة أنا نخلص لك جميعا وكل واحد منا إخلاصا صحيحا يشاكل ظاهره باطنه ويوافق خافيه عالنه وأنا نوالي أولياءك ونعادي أعداءك ونصل من وصلك ونقطع من قطعك ونكون معك في نوائب الزمان وشدائده وفي فوائده وعوائده وضمنا لك ضمانا شهد الله بلزومه لنا ووجوبه علينا وأنا نصون الكريمة علينا الأثيرة عندنا فلانة بنت فلان أدام الله عزها المنتقلة إلينا كما تصان العيون بجفونها والقلوب بشغافها ونجريها مجرى كرائم حرمنا ونفائس بناتنا ومن تضمه منازلنا وأوطاننا ونتناهى في إجلالها وإعظامها والتوسعة عليها في مراغد عيشها وعوارض أوطارها وسائر مؤنها ومؤن أسبابها والنهوض والوفاء بالحق الذي أوجبه الله علينا لها ولك فيها فلا نعدم شيئا ألفته من إشبال عليها وإحسان إليها وذب عنها ومحاماة دونها وتعهد لمسارها وتوخ لمحابها ونكون جميعا وكل واحد منا مقيمين لك ولها على جميع ما اشتمل عليه هذا الكتاب في حياتك أطالها الله وبعد الوفاة إن تقدمتنا وحوشيت من السوء في أمورك كلها وأحوالك أجمعها .
ثم إنا نقول وكل واحد منا طائعين مختارين غير مكرهين ولا مجبرين بعد تمام هذا العقد بيننا وبينك ولزومه لنا ولك والله الذي لا إله إلا هو الطالب الغالب المدرك المهلك الضار النافع المطلع على السرائر المحيط بما في الضمائر الذي يعلم خائنه الأعين وما تخفي الصدور وحق محمد النبي وعلي الرضي صلى الله عليهما وسلم وشرف