واحدا منهما ذلك لصاحبه التزاما على التماثل والتعادل والتوازي والتقابل .
وأما الأمر الذي يختص شرف الدولة وزين الملة به ويلتزمه صمصام الدولة وشمس الملة له فهو أن يقدمه صمصام الدولة وشمس الملة على نفسه ويعطيه ما أعطاه له الله من فضل سنه ويطيعه في كل ما أفاد الدولة الجامعة لهما صلاحا وهاض من عدوهما جناحا وعاد على وليهما بعز وعلى عدوهما بذل وأن يقيم صمصام الدولة الدعوة على منابر ما في يده من مدينة السلام وسائر البلدان والأمصار التي أحاطت بهما حقوقه وضربت عليهما حدوده لأمير المؤمنين ثم لشرف الدولة وزين الملة أبي الفوارس ثم لنفسه ويجري الأمر في نقش سكك دور الضرب التي يطبع بها الدينار والدرهم في جميع هذه البلاد على المثال ويوفي صمصام الدولة وشمس الملة أبو كاليجار شرف الدولة وزين الملة أبا الفوارس في المكاتبات والمخاطبات حق التعظيم وشعار التفخيم على التقرير بينه وبين خرشيد بن ديار بن مأفنة في ذلك .
وأما الأمر الذي يختص صمصام الدولة وشمس الملة أبو كاليجار به ويلتزمه شرف الدولة وزين الملة أبو الفوارس له فهو ترك التعرض لسائر ممالكه وما يتصل بها من حدودها الجارية معها والإفراج منها عما يوده ويسرع إليه أصحاب شرف الدولة وزين الملة وتجنب التحيف له أو لشيء من الحقوق الواجبة فيها ومراعاته في الأمور التي يحتاج فيها إلى نظره وطوله وإجماله وفضله وما يجب على الأخ الأكبر مراعاة أخيه وتاليه فيه مما ثبتت في هذه المواصفة جملته واشتملت المفاوضة مع خورشيد بن ديار ابن مأفنة على تفصيله .
اتفق شرف الدولة وزين الملة أبو الفوارس وصمصام الدولة وشمس الملة أبو كاليجار بأمر أمير المؤمنين الطائع لله وعلى الاختيار منهما والانشراح من صدورهما من غير إكراه ولا إجبار ولا اصطبار ولا