وكتب في ذي الحجة سنة ست وثمانين ومائة .
وأما ما كتبه المأمون فنصه بعد البسملة .
هذا كتاب لعبد الله هارون أمير المؤمنين كتبه له عبد الله بن هارون أمير المؤمنين في صحة من عقله وجواز من أمره وصدق نية فيما كتب من كتابه ومعرفة ما فيه من الفضل والصلاح له ولأهل بيته ولجماعة المسلمين .
إن أمير المؤمنين هارون ولاني العهد والخلافة وجميع أمور المسلمين في سلطانه بعد أخي محمد بن هارون أمير المؤمنين وولاني في حياته وبعده خراسان وكورها وجميع أعمالها من الصدقات والعشر والبريد والطراز وغير ذلك واشترط لي على محمد ابن أمير المؤمنين الوفاء بما عقد لي من الخلافة والولاية للعباد والبلاد بعده وولاية خراسان وجميع أعمالها ولا يعرض لي في شيء مما أقطعني أمير المؤمنين أو ابتاع لي من الضياع والعقد والدور والرباع أو ابتعت منه لنفسي من ذلك وما أعطاني أمير المؤمنين هارون من الأموال والجوهر والكسا والمتاع والدواب والرقيق وغير ذلك ولا يعرض لي ولا لأحد من عمالي وكتابي بسبب محاسبة ولا يتتبع لي في ذلك ولا لأحد منهم أثرا ولا يدخل علي ولا على أحد ممن كان معي ومني ولا عمالي ولا كتابي ومن استعنت به من جميع الناس مكروها في دم ولا نفس ولا شعر ولا بشر ولا مال ولا صغير ولا كبير من الأمور فأجابه إلى ذلك وأقر به وكتب له به