ومن طبعه الخيانة والسرقة والعرب تتشاءم به وتكره صوته وقد سبق القول على ذلك في أوابد العرب من هذه المقالة .
ومن طبع الغراب الاستتار عند السفاد وأنه يسفدها مواجهة ملقاة على ظهرها والأنثى تبيض أربع بيضات وخمسا وإذا خرجت الفراخ من البيض نفر عنها الأبوان لبشاعة منظرها حينئذ فتغتذي من البعوض والذباب الكائن في عشها حتى ينبت ريشها فيعود الأبوان إليها وعلى الأنثى الحضن وعلى الذكر أن يأتيها بالطعم .
وفيه حذر شديد وتناصر حتى إنه إذا صاح الغراب مستنصرا اجتمع إليه عدة من الغربان .
ومنها الغراب الأسود الكبير وهو الجبلي .
وفيه وجه بحله .
ومنها الحدأة بكسر الحاء والهمز الطائر المعروف ويجمع على حدإ وحدءان .
ومن ألوانها السود والرمد .
وهي لا تصيد بل تخطف .
ومن طبعها أنها تصف في الطيران وليس ذلك لشيء من الكواسر غيرها .
وزعم ابن وحشية وابن زهر أن الحدأة والعقاب يتبدلان فتصير الحدأة عقابا والعقاب حدأة .
وربما قيل الغراب بدل العقاب .
ويقال إنها تصير سنة ذكر وسنة أنثى .
ويقال أنها أحسن الطير مجاورة لما جاورها من الطير حتى لو ماتت جوعا لا تعدو على فرخ جارتها .
وفي طبعها أنها إنما تختظف ممن تختطف منه من يده اليمنى دون اليسرى حتى يقال إنها عسراء .
وقد ثبت في الصحيحين حل قتلها في الحل والحرم .
ومنها الرخمة بفتح الراء المهملة والخاء المعجمة وكنيتها أم جعران