بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه الباب الرابع من المقالة التاسعة في الهدن الواقعة بين ملوك الإسلام وملوك الكفر وفيه فصلان .
الفصل الأول في أصول تتعين على الكاتب معرفتها وفيه ثلاثة أطراف .
الطرف الأول في بيان رتبتها ومعناها وذكر ما يرادفها من الألفاظ .
أما رتبتها فإنها متأخرة عند قوة السلطان عن عقد الجزية لأن في الجزية ما يدل على ضعف المعقود له وفي الهدنة ما يدل على قوته .
وأما معناها فالمهادنة في اللغة المصالحة يقال هادنه يهادنه مهادنة إذا صالحه والاسم الهدنة .
وهي إما من هدن بفتح الدال يهدن بضمها