وصلى الله على الذي رفعه بآصطفائه إلى محله المنيف وبعثه للناس كافة بالدين القيم الحنيف .
أما بعد فإن الله سبحانه ببالغ حكمته وتتابع نعمته شرف دين الإسلام وطهره من الأدناس وجعل أهله خير أمة أخرجت للناس فالإسلام الدين القويم الذي أصطفاه الله من الأديان لنفسه وجعله دين أنبيائه ورسله وملائكة قدسه فارتضاه وآختاره وجعل خير عباده وخاصتهم هم أولياءه وأنصاره يحافظون على حدوده ويثابرون ويدعون إليه ويذكرون ويخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما بؤمرون فهم بآيات ربهم يؤمنون وإلى مرضاته يسارعون ولمن خرج عن دينه مجاهدون ولعباده بجهدهم ينصحون وعلى طاعته مثابرون وعلى صلواتهم يحافظون وعلى ربهم يتوكلون وبالآخرة هم يوقنون ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) .
هذا وإن أمة لله هداها إلى دينه القديم وجعلها دون الأمم الجاحدة على صراط المستقيم توفي من الأمم سبعين هم خيرها وأكرمها على رب العالمين حقيقة بأن لا نوالي من الأمم سواها ولا نستعين بمن حاد الله خالقه ورازقه وعبد من دون الله ومعلوم أن اليهود والنصارى موسومون بغضب الله ولعنته والشرك به والجخد لوحدانيته وقد فرض الله على عباده في جميع صلواتهم أن يسألوا هداية سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ويجنبهم سبيل الذين أبعدهم من رحمته وطردهم عن جنته فباءوا بغضبه ولعنته من المغضوب عليهم والضالين .
فالأمة الغضبية هم اليهود بنص القرآن وأمة الضلال هم النصارى المثلثة عباد الصلبان وقد أخبر تعالى عن اليهود بأنهم بالذلة والمسكنة والغضب