الدور إلا أن العرب تسمها بالكذب فإن صوتها عندهم تقول فيه هذا أوان الرطب وهي تقول ذلك والنخل لم يطلع بعد ولذلك تقول العرب في أمثالهم أكذب من فاختة .
ومنها الدبسي بضم الدال وهو طائر صغير منسوب إلى دبس الرطب بكسر الدال وذلك أنهم يغيرون في النسب فيقولون في النسبة إلى الدهر دهري ونحو ذلك وهو ضرب من الحمام .
ثم هو أصناف مصري وحجازي وعراقي وكلها متقاربة لكن أفخرها المصري ولونه الدكنة وقيل هو ذكر اليمام .
وفي طبع الدبسي ألا يرى ساقطا على وجه الأرض بل في الشتاء له مشتى وفي الصيف له مصيف لا يعرف له وكر .
ومنها الشفنين بفتح الشين المعجمة وسكون الفاء ونون مكسورة بعدها ياء مثناة تحت ثم نون وهو الذي تسميه العامة بمصر اليمام وهو دون الحمام في المقدار ولونه الحمرة مع كمودة وفي صوته ترجيع وتحزين .
ومن شأنها أنها تحسن أصواتها إذا اختلطت .
ومن طبعه أنه إذا فقد أنثاه لم يزل أعزب إلى أن يموت وكذلك الأنثى إذا فقدت ذكرها وفيه ألفة للبيوت وعنده احتراس .
ومنها الدراج بفتح الدال وكنيته أبو الحجاج وأبو خطار وهو طائر ظاهر جناحيه أغبر وباطنهما أسود على خلقة القطا إلا أنه ألطف .
وهو يطلق على الذكر والأنثى .
والجاحظ يعده من جنس الحمام لأنه يجمع بيضه تحت جناحه كما يفعل الحمام .
والناس يعبرون عن صوته بأنه يقول بالشكر تدوم النعم .
ويقال إنه طائر مبارك وهو كثير النتاج يبشر بقدوم الربيع وهو يصلح بهبوب الشمال وصفاء الهواء ويسوء حاله بهبوب الجنوب حتى لا يقدر على الطيران