عليه الأرض من أطرافها وأقطارها ويؤتى بنيانه من قواعده ويرد الله جيوشهم مفلولة وجنودهم مخلاة عن مراكزها مقموعا باطلها وليس مع ما ناله من سخط الله جل وعز نازعا عن انتهاك محارمه ومآثمه ولا محدثا عن جائحة يحلها به إحجاما عن التقحم في ملاحمه الملبسة له في عاجل ما يرديه ويوبقه وآجل ما يرصد الله به المعاندين عن سبيله الناكبين عن سنة رسول الله .
وأمير المؤمنين إذ جمع الله له متباين الألفة وضم له منتشر الفرقة على معرفته بحربه وحزبه وعدوه ووليه ومن سعى له أو عليه أو أطاع الله أو عصاه فيه من واف ببيعه أو خاتر بإل وذمة جدير أن يعم بجميل نظره كافة رعيته ويتعطف عليهم بحسن عائدته ويشملهم بمبسوط عدله وكريم عفوه وتقديم أهل الأفكار المحمودة في المواطن المشهودة بما لم تزل أنفسهم تشرئب إليه وأعينهم ترنو نحوه لتحمد عنهم عاقبة الطاعة ويعجل لهم الوفاء بما وعدهم من الجزاء إلى ما ذخره لهم من حسن المثوبة ومزيد الشكران وأمر لفلان بكذا ولمن قبله من أهل الغناء بكذا وأمن الأسود والأحمر ما خلا الملحد ابن الربيع فإنه سعى في بلاد الله وعباده سعي المفسدين والتمس نقض وثائق الدين .
فجميع من حل مدينة السلام آمنون بأمان الله غير متبعين بترة ولا مطلوبين بإحنة فلا تدخلن أحدا وحشة منهم لضغينة يظن بأمير المؤمنين الانطواء عليها ولا يحملنه ما عفا له عنه من ذنبه على خلاف ما هو مستوجب من ثواب طاعته أو نكال معصيته فإن الله جل وعز يقول ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم )