تنفي كل كرب حاك وتكفي كل كرب حالك والشهادة له بالوحدانية التي تنفي المشابه والمشارك وتفي بالميعاد من الإصعاد على الارائك والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أنجده ببعوث الملإ الأعلى من الملائك وأيده بالصون الملازم والعون المتدارك ووعده أن سيبلغ ملك أمته ما بين المشرق والمغرب وأنجز له ذلك وعلى آله وصحبه الذين زحزحوا عن المهالك ونصحوا الله ورسوله وأكرم بأولئك فإن كرمنا يرعى الوفود وشيمنا تدعى فتجود وذممنا بها لحظ الحقوق وحفظ العهود فبخدمنا ينجح كل مقصود وبنعمنا تمنح الأماني والمنى وهما أعظم نعمتين في الوجود فليس آمل عن أبواب سماحنا بمردود ولا متوسل إلينا بضراعة إلا ويرجع المرام ويعود .
ولما كانت حضرة الملك الجليل المكرم المبجل العزيز الموقر إستيفانوس فراكس كبير الطائفة النصرانية جمال الأمة الصليبية عماد بني المعمودية صديق الملوك والسلاطين صاحب السرب أطال الله بقاءه قد شمله إقبالنا المعهود ووصله إفضالنا الذي يحجز عن ميامنه السوء وينجز الوعود اقتضى حسن الرأي الشريف أن نيسر سبيله ونوفر له من الإكرام جسيمه كما وفرنا لغيره من الملوك مسوله وأن يمكن من الحضور هو وزوجته ومن معهما من أتباعهما إلى زيارة القدس الشريف وإزالة الأعراض عنهم وإكرامهم ورعايتهم واستصحاب العناية بهم إلى أن يعودوا إلى بلادهم آمنين على بلادهم آمنين على أنفسهم وأموالهم ويعاملوا بالوصية التامة ويواصلوا بالكرامة والرعاية إلى أن يعودوا في كنف الأمن وحريم السلامة وسبيل كل واقف عليه أن يسمع كلامه ويتبع إبرامه ولا يمنع عنهم الخير في سير ولا إقامة ويدفع عنهم الأذى حيث وردوا أو صدروا فلا يحذروا إلمامه والله تعالى يوفر لكل مستعين من أبوابنا أقساط الأمن وأقسامه ويظفر عزمنا المحمدي بالنصر السرمدي حتى يطوق الطائع والعاصي حسامه والعلامة الشريفة اعلاه حجة فيه والخير يكون إن شاء الله تعالى