( واضلهم السامري ) قال بعض المفسرين واسمه موسى بن ظفر وكان أصله من قوم يعبدون البقر فرأى جبريل عليه السلام مرة وقد جاء إلى موسى راكبا على فرس الحياة فأخذ قبضة من تراب من تحت حافر فرسه وكان بنوا إسرائيل قد خرجوا معهم حلي استعاروه من القبط فأمرهم هارون أن يحفروا حفرة ويلقوا فيها ذلك الحلي حتى يأتي موسى فيرى فيه رأيه فجمعوا ذلك الحلي كله والقوه في تلك الحفرة فجاء السامري فألقى ذلك التراب عليه وقال له كن عجلا جسدا له خوار فصار كذلك قال الحسن صار حيوانا لحما ودما وقيل بل صار يخور ولم تنقلب عينه فقال لهم السامري هذا إلهكم وإله موسى فعكفوا على عبادته ونهاهم هارون فلم ينتهوا فجاء موسى وحرق العجل وذراه في اليم كما أخبر الله تعالى عنه بقوله ( وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ) فأمروا بقتل أنفسهم كما أخبر تعالى بقوله ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) الآية فقتل منهم سبعون ألفا ثم رفع عنهم القتل بعد ذلك .
وقد اختلف في السامرة هل هم من اليهود أم لا والقراؤون والربانيون ينكرون كون السامرة من اليهود وقد قال أصحابنا الشافعية رحمهم الله إنهم إن وافقت أصولهم أصول اليهود فهم منهم حتى يقروا بالجزية وإلا فلا .
ثم السامرة لهم توراة تختصهم غير التوراة التي بيد القرائين والربانيين والتوراة التي بيد النصارى وهم ينفردون عن القرائين والربانيين بإنكار نبوة من بعد موسى ما عدا هارون ويوشع عليهما السلام ويخالفونهم أيضا في استقبال صخرة بيت المقدس ويستقبلون طور نابلس ويوجهون إليه موتاهم زاعمين أنه