ظواهره كما تقوله الظاهرية من المسلمين وينجرون من ذلك إلى القول بالتشبيه والقول بالجهة والربانيون يذهبون إلى تأويل ما وقع في التوراة من ذلك كله كما تفعل الأشعرية من المسلمين .
الثاني القول بالقدر فالربانيون يقولون بأن لا قدر سابق وأن الأمر أنف كما تقوله القدرية من المسلمين والقراؤون يقولون بسابق القدر كما تقوله الأشعرية أما ما عدا ذلك فكلا الفريقين يقولون إن الله تعالى قديم أزلي واحد قادر وأنه تعالى بعث موسى بالحق وشد أزره بأخيه هارون ويعظمون التوراة التي هي كتابهم أتم التعظيم حتى أنهم يقسمون بها كما يقسم المسلمون بالقرآن وكذلك العشر كلمات التي أنزلت على موسى عليه السلام في الألواح الجوهر وقد تقدم أنها مختصر ما في التوراة مشتملة على أوامر ونواه وسماع كلام الله تعالى وهم يحلفون بها كما يحلفون بالتوراة ويعظمون قبة الزمان وما حوته وهي القبة التي كان ينزل على موسى فيها الوحي .
ومن أعظم أنواع الكفر عندهم تعبد فرعون وهامان لعنهما الله وكان اسم فرعون موسى فيما ذكره المفسرون الوليد بن مصعب وقيل مصعب بن الريان واختلف فيه فقيل كان من العمالقة وقيل من النبط وقال مجاهد كان فارسيا وهامان وزيره والتبري من إسرائيل وهو يعقوب عليه السلام ومعنى إسرائيل فيما ذكره المفسرون عبد الله كأن إسرا عبد وإيل اسم الله تعالى بالعبرانية وقيل إسرا من السر وكأن إسرائيل هو الذي شدده الله وأتقن خلقه .
ومن أعظم العظائم عندهم الأخذ بدين النصرانية وتصديق مريم عليها السلام في دعواها أنها حملت من غير أن يمسها بشر ويرمونها بأنها حملت من يوسف النجار وهو رجل من أقاربها كان يخدم البيت المقدس معها ويرون تبرئتها من ذلك جريرة تقترف .
ويستعظمون الوقوع في أمور