القاضي أبو الطيب C .
التاسع النسر بفتح النون ويجمع في القلة على أنسر وفي الكثرة على نسور وسمي نسرا لأنه ينسر الشيء ويبتلعه .
والنسر ذو منسر وليس بذي مخلب وإنما له أظفار حداد المخالب وهو يسفد كما يسفد الديك .
وزعم قوم أن الأنثى منه تبيض من نظر الذكر إليها وهي لا تحضن بيضها وإنما تبيض في الأماكن العالية الظاهرة للشمس فيقوم حر الشمس للبيض مقام الحضن .
والنسر حاد البصر يرى الجيفة من أربعمائة فرسخ وكذلك حاسة شمه في الغاية ويقال إنه إذا شم الرائحة الطيبة مات لوقته وهو أشد الطير طيرانا وأقواها جناحا حتى يقال إنه يطير ما بين المشرق والمغرب في يوم واحد وإذا وقع على جيفة وعليها عقبان تأخرت ولم تأكل ما دام يأكل منها وكل الجوارح تخافه وهو في غاية الشره والنهم في الأكل إذا وقع على جيفة وامتلأ منها لم يستطع الطيران حتى يثب وثبات يرفع بها نفسه طبقة في الهواء حتى يدخل تحت الريح وربما صاده الضعيف من الناس في هذه الحالة .
والأنثى منه تخاف على بيضها وفراخها الخفاش فتفرش في أوكارها ورق الدلب لتنفر منه الخفاش وهو من أشد الطير حزنا على فراق إلفه حتى إذا فارق أحدهما الآخر مات حزنا .
وهو من أطول الطير أعمارا حتى يقال إنه يعمر ألف سنة وحكمه تحريم أكله لأنه يأكل الجيف .
العاشر الأنيسة قال في حياة الحيوان بذلك تسميه الرماة وإنما اسمه الأنيس