أحلفوا الظالم إذا أردتم يمينه بأنه بريء من حول الله وقوته فإنه إذا حلف بها كاذبا عوجل .
ومن غريب ما يحكى في ذلك أن عبد الله بن مصعب الزبيري سعى بيحيى ابن عبد الله بن الحسن إلى الرشيد بعد قيام يحيى بطلب الخلافة فجمع بينهما وتواقفا ونسب يحيى إلى الزبيري شعرا يقول منه .
( قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتها ... إن الخلافة فيكم يا بني حسن ) .
فأنكر الزبيري الشعر فأحلفه يحيى فقال قل قد برئت من حول الله وقوته واعتصمت بحولي وقوتي وتقلدت الحول والقوة من دون الله استكبارا على الله واستغناء عنه واستعلاء عليه فامتنع فغضب الرشيد وقال إن كان صادقا فليحلف وكان للفضل بن الربيع فيه هوى فرفسه برجله وقال ويحك احلف فحلف ووجهه متغير وهو يرعد فما برح من موضعه حتى أصابه الجذام فتقطع ومات بعد ثلاثة أيام ولما حمل إلى قبره ليوضع فيه انخسف به حتى غاب عن أعين الناس وخرجت منه غبرة عظيمة وجعلوا كلما هالوا عليه التراب انخسف فسقفوه وانصرفوا