حسنتها عشرا ويعقل عقالها عند من يسوق إليها من استحقاقها مهرا ويقابل بالإحسان إحسان أجل أوليائه قدرا ويضاعف الإمتنان عند من لم يضعف في موازرته أزرا ويودع ودائع جوده في المغارس الجيدة بالزكاء والنماء ويزكي أصول معروفة لمن يفتخر بالانضواء إلى موالاته والانتماء ويستكرم مستقر مننه وآلائه ويحسن إلى الإحسان ثم يبتهج بموالاته لديه وإيلائه .
ولما كان السيد الأجل أمير الجيوش آية نصر أمير المؤمنين التي انبرت فما تبارى ونعمة الله التي أشرقت أنوارها وأورت فما تتوارى وسيف حقه الذي لا تكل مقاطعه وبحر جوده الذي لا تكدر مشارعه والمستقل من الدفاع عن حوزته بما عجزت عنه الأمم والعلي على مقدار الأقدار إذا تفاوتت قيم الهمم والكاشف الجلى عن دولته وقد عظمت مظالم الظلم والجامع على المماراة والمواراة قلب المؤالف والمخالف ولسان العرب والعجم والمتبويء من الملك ملكا لا ينبغي لأحد من بعده والمتوقل من الفخر محلا لا يطمع النجم فيه من بعده والمغير على الحرب العوان بقبلية البكر والمنفذ بمبتدع العزمات ما لولا وقوعه لما وقع في الفكر والقاضي للدين بحد سيوفه مطلول حقه وممطول دينه والقائم لأمير المؤمينن مقاما قام به أبوه في نصرة جده صلى الله عليهما يوم بدره ويوم حنينه .
ولقد أظهر الله آيات نضارة نظره على الأرض فأخذت زخرفها وازينت وابتدت أيديه الجنى فتظاهرت أدلتها علىدولته وتبينت واستلأمت المملكة من تدبيره بجنة تتحاماها الأقدار وهي سهام ووثقت من عنايته إلى هجر الخطوب بما يعيد نارها وهي برد وسلام وما ضرها مع تيقظ جفنه أن يهجع في جفنه طرف الحسام ولا احتاجت وقلبه يساور جسيم أمورها أن تتعب في وأدها