الحرمين واليمن وغزا ساحل الحرم فسبى منه خلقا وخرق الكفر في هذا الجانب خرقا فكادت القبلة أن يستولي على أصلها ومساجد الله أن يسكنها غير أهلها ومقام الخليل صلوات الله عليه أن يقوم به من ناره غير برد وسلام ومضجع الرسول شرفه الله أن يتطرقه من لا يدين بما جاء به من الإسلام ففتح الله هذه القلعة وصارت معقلا للجهاد وموئلا لسفار البلاد وغيرهم من عباد العباد فلو شرح ما تم بها للمسلمين من الأثر الجليل وما استد من خلاتهم وأحرق من زروع المشركين ورعي من غلاتهم إلى أن ضعفت ثغورهم واختلت أمورهم لاحتيج فيه إلى زمن يشغل عن المهمات الشريفة لسماع مورده وإيضاح مقصده .
وكان باليمن ما علم من ابن مهدي الضال وله آثار في الإسلام وثار طالبه النبي E لأنه سبى الشرائف الصالحات وباعهن بالثمن البخس واستباح منهن كل ما لا تقر عليه نفس وكان ببدعه دعا إلى قبر أبيه وسماه كعبة وأخذ أموال الرعايا المعصومة وأجاحها وأحل الفروج المحرمة وأباحها فأنهضنا إليه أخانا بعسكرنا بعد أن تكلفنا له نفقات واسعة وأسلحة رائعة وسار فأخذناها ولله الحمد وأنجح الله فيه القصد ووردتنا كتب عساكرنا وأمرائنا بما نفذ في ابن المهدي وبلاده المفتتحة ومعاقله المستضافة والكلمة هنالك بمشيئة الله إلى الهند سارية وإلى ما لم يفتض الإسلام عذرته مذ أقام الله كلمته متمادية